فصل: الفصل الثاني: كشف دعاة المرأة إلى الرَّذيلة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: حراسة الفضيلة **


 الفصل الثاني: كشف دعاة المرأة إلى الرَّذيلة

أما بعد‏:‏ فهذه هي الفضيلة لنساء المؤمنين، وهذه هي الأصول التي تقوم عليها وتحرسها من العدوان عليها، لكن بعض مَن في قلوبهم مرض يأبون إلا الخروج عليها، بنداءاتهم المعلنة في ذلك، فمعاذ الله أن يَمُرَّ على السمع والبصر، إعلان المنكر والمناداة به، وهضم المعروف والصدّ عنه، ولا يكون للمصلحين مِنَّا في وجه هذا العدوان صَوتٌ جَهيزٌ بإحسان يَبْلُغُ الحاضر والباد، إقامة لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي به يُنافَحُ عن الدين، ويُنصح للمسلمين عن الترذي في هوة صيحات العابثين، وبه تُحْرَسُ الفضائل، وتكبت الرذائل، ويؤخذ على أيدي السفهاء، ومعلوم أن فشُوَّ المنكرات يكون بالسكوت عن الكبائر والصغائر، وبتأويل الصغائر، لا سيما ونحن نُشاهد كظيظًا من زِحام المعدومين المجهولين من أهل الرَّيب والفتن، المستغربين الـمُسَيَّرين بحمل الأقلام المتلاعبة بدين الله وشرعه، يختالون في ثياب الصحافة والإعلام، وقد شرحوا بالمنكر صدرًا، فانبسطت ألسنتهم بالسوء، وجَرَت أقلامهم بالسُّوأَى ، وجميعها تلتئم على معنى واحد‏:‏ التطرف الجنوني في مزاحمة الفطرة، ومنابذة الشريعة، وجرِّ أذيال الرذائل على نساء المسلمين، وتفريغهن من الفضائل، بدعوتهم الفاجرة في بلاد الإسلام إلى‏:‏ حرية المرأة و المساواة بين المرأة والرجل في جميع الأحكام ، للوصول إلى‏:‏ جريمة التبرج والاختلاط و خلع الحجاب‏.‏

ونداءاتهم الخاسرة من كل جانب بتفعيل الأسباب لخلعه من البقية الباقية في نساء المسلمين، اللائي أسلمن الوجه لله تعالى، وسلَّمن القيادة لمحمد بن عبدالله‏.‏

نسأل الله لنا ولهن الثبات، ونبرأ إلى الله من الضلالة، ونعوذ بالله من سوء المنقلب‏.‏

وهؤلاء الرُّماة الغاشون لأمتهم، المشؤومون على أهليهم وبني جنسهم بل على أنفسهم، قد عَظُمت جرَاءتهم، وتَلَوَّن مَكْرُهم، بكلمات تخرج من أفمامهم ، وتجري بها أقلامهم، إذ أخذوا يهدمون في الوسائل، ويخترقون سدَّ الذرائع إلى الرذائل، ويتقحَّمون الفضائل، ويهوِّنون من شأنها، ويسخرون منها ومن أهلها‏.‏

نعم قد كتب أولئك المستغربون في كل شؤون المرأة الحياتية، وخاضوا في كل المجالات العلمية، إلا في أمومتها وفطرتها، وحراسة فضيلتها ‏.‏

كل هذا البلاء المتناسل، واللّغو الفاجر، وسَقَط القول المتآكل، تفيض به الصحف وغيرها باسم التباكي والانتصار للمرأة في حقوقها، وحريتها، ومساواتها بالرجل في كل الأحكام، حتى يصل ذوو الفَسَالة المستغربون إلى هذه الغاية الآثمة؛ إنزال المرأة إلى جميع ميادين الحياة، والاختلاط، وخلع الحجاب، بل لتمد المرأة يدها بطوعها إلى وجهها، فتسفع عنه خمارها مع ما يتبعه من فضائل ‏.‏

وإذا خُلع الحجاب عن الوجه فلا تسأل عن انكسار عيون أهل الغيرة، وتقلص ظلِّ الفضيلة وانتشار الرذيلة، والتحلل من الدين، وشيوع التبرج والسفور والتهتك والإباحية بين الزناة والزواني، وأن تهب المرأة نفسها لمن تشاء ‏.‏

وفي تفسير ابن جرير عند قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 27‏]‏، قال مجاهد بن جبر ـ رحمه الله تعالى ـ ‏:‏ يزني أهل الإسلام كما يزنون، قال‏:‏ هي كهيئة‏:‏ ‏{‏ودوا لو تدهن فيدهنون‏}‏ ‏[‏القلم‏:‏ 9‏]‏ ‏.‏ انتهى ‏.‏

ويتصاعد شأن القضية، من قضية المرأة إلى قضية إفساد العالم الإسلامي، وهذه الخطة الضالة ليست وليدة اليوم، فإنها جادة الذين مكروا السيئات من قبل في عدد من الأقطار الإسلامية، حتى آلت الحال ـ واحسرتاه ـ إلى واقع شاع فيه الزنا، وشُرعت فيه أبواب بيوت الدعارة ودور البِغاء بأذون رسمية، وعمرت خشبات المسارح بالفن الهابط من الغِناء والرقص والتمثيل، وسُنّت القوانين بإسقاط الحدود، وأن لا تعزير عن رضا ‏.‏‏.‏ وهكذا، من آثار التدمير في الأعراض، والأخلاق والآداب‏.‏

ولا ينازع في هذا الواقع الإباحي الأثيم إلا من نزع الله البصيرة من قلبه ‏.‏

فهل يُريد أُجَراء اليوم أن تصل الحال إلى ما وصلت إليه البلاد الأخرى من الحال الأخلاقية البائسة، والواقع المر الأثيم ‏؟‏

أمام هذا العدوان السافر على الفضيلة، والانتصار الفاجر للرذيلة، وأمام تجاوز حدود الله، وانتهاك حرمات شرعه المطهر، نُبَين للناس محذرين من دخائل أعدائهم‏:‏ أن في الساحة أُجَراء مستغربين، ولهم أتباع أجراء من سَذَجة الفساق، أتابع كل ناعق، يُفوِّقون سهامهم لاستلاب الفضيلة من نساء المؤمنين، وإنزال الرذيلة بهن، ويجمع ذلك كلَّه قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 27‏]‏‏.‏

قال ابن جرير ـ رحمه الله تعالى ـ ‏[‏8/214 - 215‏]‏ ‏:‏ ‏(‏‏(‏ معنى ذلك‏:‏ ويريد الذين يتبعون شهوات أنفسهم من أهل الباطل وطلاب الزنا ونكاح الأخوات من الآباء، وغير ذلك مما حرمه الله ‏{‏أن تميلوا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 27‏]‏‏.‏ عن الحق، وعما أذن الله لكم فيه، فتجوروا عن طاعته إلى معصيته، وتكونوا أمثالهم في اتباع شهوات أنفسكم فيما حرم الله وترك طاعته ‏{‏ميلًا عظيما‏}‏[النساء: 25] ‏.‏

وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب‏:‏ لأن الله عز وجل عمَّ بقوله‏:‏ ‏{‏ويريد الذين يتبعون الشهوات‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 27‏]‏‏.‏ فوصفهم باتباع شهوات أنفسهم المذمومة، وعمهم بوصفهم بذلك، من غير وصفهم باتباع بعض الشهوات المذمومة، فإذا كان ذلك كذلك، فأولى المعاني بالآية ما دل عليه ظاهرها، دون باطنها الذي لا شاهد عليه من أصل أو قياس، وإذا كان ذلك كذلك كان داخلًا في الذين يتبعون الشهوات‏:‏ اليهود والنصارى، والزناة، وكل متبع باطلًا؛ لأن كلَّ متبع ما نهاه الله عنه مُتَّبعٌ شهوة نفسه، فإذا كان ذلك بتأويل الآية الأولى، وجبت صحة ما اخترنا من القول في تأويل ذلك‏)‏ انتهى ‏.‏

وقد سلك أولئك الجناة لهذا خطة غضبية ضالة في مجالات الحياة كافة، بلسان الحال، أو بلسان المقال ‏.‏

ففي مجال الحياة العامة‏:‏

1ـ الدعوة إلى خلع الحجاب عن الوجه ـ الخمار ـ والتخلص من الجلباب

ـ الملاءة ـ ويقال‏:‏ العباءة ‏.‏

وهذا بلسان الحال دعوة إلى خلع الحجاب عن جميع الجسد، ودعوة إلى اللباس الفاتن بأنواعه‏:‏ الفاتن في شكله، والتعري بلبس القصير، والضيق الواصف للأعضاء، والشفاف الذي يشف عن جسد المرأة ‏.‏

ودعوة إلى التشبه بالرجال في اللباس ‏.‏

ودعوة إلى التشبه بالنساء الكوافر في اللباس ‏.‏

2ـ الدعوة إلى منابذة حجب النساء في البيوت عن الأجانب بالاختلاط في مجالات الحياة كافة ‏.‏

وفــيــه ‏:‏

3ـ الدعوة إلى دمج المرأة في جميع مجالات تنمية الحياة ‏.‏

وهذا دعوة إلى ظهور المرأة في الطرقات والأماكن العامة متبرجة سافرةً ‏.‏

4ـ الدعوة إلى مشاركتها في الاجتماعات، واللجان، والمؤتمرات، والندوات، والاحتفالات، والنوادي ‏.‏

وفي هذا دعوتها إلى الخضوع بالقول، والملاينة في الكلام، ودعوتها إلى مصافحة الرجل الأجنبي عنها، ومنها مصافحتها لخطيبها وَلَـمَّا يُعقد بينهما‏.‏

ودعوة لها إلى خروجها من بيتها أمام الأجانب في حال تُثير الفتنة في اللباس، والمشية، وإعمال المساحيق، والتمضخ بالطيب، ولبس ما يجعلهن كَواعب، ولبس الكعب العالي، وهكذا من وسائل الإغراء والإثارة والفتنة ‏.‏

5 ـ الدعوة إلى فتح النوادي لهن، والأمسيات الشعرية، والدعوة للجميع ‏.‏

6ـ الدعوة إلى فتح مقاهي الإنترنت النسائية والمختلطة ‏.‏

7ـ الدعوة إلى قيادتها السيارة، والآلات الأخرى ‏.‏

8ـ الدعوة إلى التساهل في المحارم، ومنها ‏:‏

الدعوة إلى سفر المرأة بلا محرم، ومنه سفرها غربًا وشرقًا لتعلم بلا محرم، وسفرها لمؤتمرات‏:‏ رجالات الأعمال ‏.‏

9ـ الدعوة إلى الخلوة بالأجنبية، ومنها‏:‏ خلوة الخاطب بمخطوبته ولما يُعقد بينهما‏.‏

10ـ الدعوة إلى قيامها بالفنِّ، ومنه ‏:‏

11ـ الدعوة إلى قيامها بدورها في الفن، والغناء، والتمثيل ‏.‏

وهذا ينتهي بالدعوة إلى مشاركتها في اختيار ملكة الجمال ‏.‏

12ـ الدعوة إلى مشاركتها في صناعة الأزياء الغربية ‏.‏

13ـ الدعوة إلى فتح أبواب الرياضة للمرأة، ومنه ‏:‏

المطالبة بإنشاء فريق كرة قدم نسائي ‏.‏

المطالبة بركوب النساء الخيل للسباق ‏.‏

المطالبة برياضة النساء على الدراجات العادية والنارية ‏.‏

14ـ فتح المسابح لهن في المراكز والنوادي وغيرها ‏.‏

15ـ وفي شَعْر المرأة ضروب من الدعايات الآثمة، كالتنمص في الحاجبين، وقص شعر الرأس تشبهًا بالرجال، أو بالنساء الكافرات، وفتح بيوت الكوافير لهن‏.‏

16ـ وأولًا وأخيرًا‏:‏ الدعوة الحادة إلى تصوير المرأة في الوثائق والبطاقات، وبخاصة في بطاقة الأحوال، وجواز السفر ‏.‏‏.‏ والتركيز عليها، لأنها بوابة سريعة النفوذ إلى‏:‏ خلع الحجاب و انخلاع الحياء ‏.‏

وفي مجال الإعلام ‏:‏

17ـ تصوير المرأة في الصحف والمجلات ‏.‏

18ـ خروجها في التلفاز مغنية، وممثلة، وعارضة أزياء، ومذيعة ‏.‏‏.‏ وهكذا ‏.‏

19ـ عرض برامج مباشرة تعتمد على المكالمات الخاضعة بالقول بين النساء والرجال في الإذاعة والتلفاز ‏.‏

20ـ ترويج المجلات الهابطة المشهورة بنشر الصور النسائية الفاتنة ‏.‏

21ـ استخدام المرأة في الدعاية والإعلان ‏.‏

22ـ الدعوة إلى الصداقة بين الجنسين عبر برامج في أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وتبادل الهدايا بالأغاني وغيرها ‏.‏

23ـ إشاعة صور القُبُلات والاحتضان بين الرجال وزوجاتهم على مستوى الزعماء والوزراء في وسائل الإعلام المتنوعة ‏.‏

وفي مجال التعليم ‏:‏

24ـ الدعوة إلى التعليم المختلط في بعضها إلى الصفوف الدنيا منه ‏.‏

25ـ الدعوة إلى تدريس النساء للرجال وعكسه ‏.‏

26ـ الدعوة إلى إدخال الرياضة في مدارس البنات ‏.‏

وهذا داعية إلى المطالبة بفتح‏:‏ مدرسة الفنون الجميلة للنساء ‏.‏

وفي مجال العمل والتوظيف ‏:‏

27ـ الدعوة إلى توظيف المرأة في مجالات الحياة كافة بلا استثناء كالرجال سواء‏.‏

28ـ ومنه الدعوة إلى عملها في‏:‏ المتاجر، والفنادق، والطائرات، والوزارات، والغُرف التجارية، وغيرها كالشركات، والمؤسسات ‏.‏

29ـ الدعوة إلى إنشاء مكاتب نسائيه للسفر والسياحة، وفي الهندسة والتخطيط‏.‏

وهذا داعية إلى الدعوة إلى عمل المرأة في المهن الحرفية كالسباكة، والكهرباء وغيرها‏.‏

30ـ الدعوة إلى جعل المرأة مندوبة مبيعات ‏.‏

والدعوة إلى إدخالها في نظام الجندية والشُّرط ‏.‏

والدعوة إلى إدخالها في السياسة في المجالس النيابية، والانتخابات، والبرلمانات‏.‏

والدعوة إلى إيجاد مصانع للنساء ‏.‏

31ـ الدعوة إلى توظيفهن في التوثيق الشرعي، وفتح أقسام نسائية في المحاكم‏.‏

وهكذا في سلسلة طويلة من المطالبات، التي تنتهي أيضًا بما لم يطالب به، نسأل الله سبحانه أن يبطل كيدهم، وأن يكف عن المسلمين شرَّهم، لا إلـه إلا هو سبحانه وتعالى ‏.‏